43
منذ سنتين
الدكتورة/ سناء مصطفى عبده
زوجتي جلبت والدتها لكي تعيش معي في منزلي، وللأسف والدتها ستعيش بشكل دائم بما أن زوجها قد توفي ولا يوجد أحد يدفع الإيجار، بما أنها ليس لديها أبناء ذكور، وأنا اشعر بضيق وعدم الراحة بوجود والدتها في المنزل وأرى أنني أتورط في مشاكل ليس لي علاقة بها، فأنا لو جلبت والدتي لكي تعيش في منزلي بشكل دائم لأقامت زوجتي الدنيا ولم تقعدها بل وربما طلبت الطلاق بسبب ذلك،
لذلك أرى انه ليس من حقها أن تجلب والدتها لكي تعيش معنا، حاولت مفاتحة زوجتي في الأمر لكنها قامت بتوجيه إهانات قاسيه جداً تجاهي لكني ما زلت أحاول ضبط النفس تجاه الأمر، أريد منكم حلول عقلانية بخصوص هذا الأمر دون انحياز عاطفي.
الحـل:
أولاً: على زوجتك أن تستأذن منك وتستشيرك قبل إحضار أمها لتعيش معكم فهذا بيت الزوجية ولا يحق لأحد المشاركة فيه لا من اهلك ولا من أهلها إلا بموافقة ورضا الزوج ولا حتى أمها وهذا نص الشرع ورأي الفقهاء، فالأصل أن لا يتم سكن شخص في بيتك إلا برضاك وموافقتك أصلا.
ثانياً: إن كنت أنت العامل ومن يصرف على البيت وزوجتك لا تعمل فلك حق أقوى، وان كانت تعمل وتشارك في المصروف والبيت مشترك بينكما فلك حق المناقشة معك لأنكما شركاء بالبيت وهذا ثانيا.
ثالثا: يجب أن تتفهم زوجتك أن طاعة أمها بعد زوجها لا تأتي قبلك بل بعدك لان الشرع يقول إن واجب المرأة إرضاء زوجها وطاعته لأنها متزوجة وقد قال ابن تيمية عن الرسول عليه الصلاة والسلام "فإن كل طاعة كانت للوالدين انتقلت إلى الزوج؛ ولم يبق للأبوين عليها طاعة: تلك وجبت بالأرحام، وهذه وجبت بالعهود، وتقديم طاعة الزوج بالمعروف على طاعة الوالدين له أسبابه؛ ليس لأن الزوج أعلى مكانة من الوالدين؛ بل لأن طاعته بالمعروف ثبتت بميثاق وعهد وعقد؛ ولا يجوز للمسلمة أن تنقض عهدا وميثاقاً غليظا، ولأن نظام الأسرة لا يستقيم إلا بذلك ويجب أن تفهم زوجتك هذا.
رابعا: فهو الأمر بالمعروف وضع أمها صعب ومن الواضح أن الحل الوحيد هو أن تقوم ابنتها بها كونها الوحيدة وكون لا معيل لها ولا مصدر دخل وهو إكرام لزوجتك وراحة بال لها ويمكن أن يتم هذا ضمن شروطك وما يرضيك، لهذا لن تدع المشكلة تصل لمرحلة اختيار بين الطرفين، بل يجب أن تكون محاولة إيجاد حل، والحل يكون أن تجد لام زوجتك سكن أو قسم في بيت قريب من بيتكم أو ملحق خاص بها وليس في بيتكم بحيث تبقى ابنتها بجانبها وتتفقدها طوال الوقت وتخدمها، وان تقوم هي بالصرف عليها من راتبها إن كانت تعمل ولا تمانع أنت في هذا،
وإن كان يصعب إيجاد ملحق أو قسم مستقل يتبع لكم فيجب أن تحاول أن تفعل هذا الأمر في بيتك وتبقى الأم في البيت فهي سيدة وحيدة وكبيرة ولا احد لها سوى ابنتها واعتبر أن ما تفعله في سبيل الله واقبل أن تصرف زوجتك على أمها لبرها، وان لم تكن تعمل يجب أن تتناقش مع زوجتك بالأمر تعتبر الصرف عليها من باب الإحسان للقربى، فتكسب العجوز وتكسب محبة زوجتك وقبلها إرضاء لوجه الله ونيل رضاه، ولك أن تضع شروطك في وقت راحتك وفي وقت حريتك الشخصية.
وإن كانت أمها لا تزال قوية انصحها لتملأ وقتها وتقوم بما ينفعها وكذلك زوجتك أن لا تقصر في حقك ولا تتخلى عن أي من واجباتها تجاهك ولا من حقك عليها، يا ولدي الأم مقطوعة من شجرة ويبدو أن لا أهل لها، ويبدو أنها تحتاج حقا للعناية والأمر ليس تجبرك من زوجتك ولا غصبا عنك حاول أن تمسك العصا من منتصف فتحفظ بيتك وزوجك وفي ذات الوقت تعمل بالمعروف هذا رأيي.
خامسا: أما أن تواجهك زوجتك بالإهانات فهذا لا يجوز أصلا وهو من سوء تربية وأخلاق، فأنت زوجها واحترامك ملزم عليها. فكر في أمر الحديث معها بالنقاط أعلاه وانظر فيما تنتهي إليه المناقشة وربي يوفقك.
Powered by Froala Editor