أيها الزوجان الغاليان ... احذرا الجدال

أيها الزوجان الغاليان ... احذرا الجدال

27

منذ سنتين

أيها الزوجان يجب أن تعرفا بأن الجدال بداية النزاع والشقاق وتوقف الوفاق والاتفاق, فاحذراه كما تحذران الاحتراق, فإذا كانت النار تحرق بيتكما, فإن الجدال يحرق حبكما ومودتكما, إذا حرصتما على أن تكونا على حق في كلامكما, كنتما سعيدين في حياتكما.

كم من نزاعات زوجية اشتدت حتى فرقت بين الزوجين رغم تفاهة أسبابها، أو أنها كانت على أشياء لم يحن وقتها، أو على أمور لم تقع بعد ذلك, لهذا فإن علينا أن نؤجل مناقشة كثير من القضايا التي تثير النزاع.

احرصي أيتها الزوجة الصالحة على أن تكون مخالفتك لزوجك في رأيه أو قوله في صيغة الاستفهام.

كأن تقولي له: ألا يُخالف هذا ما جاء في القرآن؟ أو ما جاء في السنة؟ وتذكرين له الآية أو الحديث. 

وهذا أرفق وألطف من قولك له: ولكن رأيك هذا خطأ وكلامك غلط

وما يحدث بين الزوجين من خلاف أمر طبيعي, فالخلافات الزوجية ولو تكررت لا تعني دائماً أن الزواج أخفق، أو أن الزوجين لم يحسنا الاختيار, العلماء يرون الشجارات علاجا وقائيا يضمن استمرار الحياة الزوجية, لأنها تساعد على إذابة جبال الجليد وفتح باب الحوار والعتاب.

هذا خطاب إيجابي، فالخلاف في كثير من الأحيان بعيداً عن الجدال المزموم يعزز العلاقة ببن الزوجين, وأن الاختلاف الذي يقع ليس بالضروري أن يكون سلبيا، بل للوصول للصواب، وأن الخلاف ليس مذموما بالمطلق بل له جوانب حلوة حينا ومرة حينا أخرى, المهم يكون بسبب صحيح, ليجمع لا ليفرق.

ولكن احذرا أن تتسع الهوة, ففي دراسة علمية نشرتها صحيفة لوبوان الفرنسية, نصح علماء النفس الزوجين بالحرص على عدم استمرار الخصام بعد الشجار الزوجي، وعدم التجهم، و عدم توجيه الإهانات، إذ يمكن لهذا أن يزيد الخلاف ويوسع الهوة بين الزوجين.

Powered by Froala Editor